وزارة بنموسى تقدم النتائج الأولية لمقاربة Tarl الهندية للرفع من جودة التعليم - أكادير انفو - Agadir info

وزارة بنموسى تقدم النتائج الأولية لمقاربة Tarl الهندية للرفع من جودة التعليم

11 أكتوبر 2022
بقلم: اكادير انفو
0 تعليق

قدمت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، اليوم الثلاثاء 11 أكتوبر، نتائج برنامج التعليم في المستوى المناسب “TARL”، الذي اعتمدته الوزارة في مرحلة تجريبية داخل أكثر من 200 مؤسسة تعليمية بمختلف الجهات، مؤكدة تسجيل تحسن ملحوظ في مستوى أداء التلاميذ بعد ثلاثة أسابيع من هذه التجربة.

وأظهرت نتائج المرحلة التجريبية لبرنامج التعليم في المستوى المناسب، الذي يهدف إلى مساعدة الأطفال الذين يجدون بعض الصعوبات في التعلم، على قراءة النصوص وعلى الكتابة والتعبير واكتساب المفاهيم الأساسية للحساب، تطورا ملموسا في مستوى الأداء لدى التلاميذ في التعلمات الأساس، خاصة الرياضيات.

تطور مهم في مادة الرياضيات

وحسب النتائج الأولية للبرنامج، التي قدمها مسؤولو الوزارة بحضور وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، تم تسجيل تطور مهم كذلك في مادة اللغة العربية لدى التلاميذ المستفيدين من الفترة التجريبية للبرنامج، لكن هذا التطور يبقى نسبيا مقارنة بمادة الرياضيات.

أما على مستوى اللغة الفرنسية، فقد أظهرت النتائج تطورا نسبيا في هذه المادة لدى التلاميذ المعنيين، مع قابلية للتطوير.

وعزت الوزارة ذلك إلى كون الأنشطة التقنية التي يعتمد عليها البرنامج في مادة الرياضيات ملموسة وتسهل عملية الإدراك، فيما يتطلب تعلم اللغات حيزا زمنيا أطول.

وتعد هذه المنهجية، التي تم استلهامها من الهند لمعالجة أزمة التعلمات الأساسية، مقاربة خلاقة تعتمد على اللعب والتبادل، وتروم مساعدة الطفل على تعلم المهارات الأساسية السالفة الذكر، بحيث يضطلع المعلم من خلالها بدور المنشط للمجموعة أكثر من دور الملقن للمعرفة. كما تمكن هذه الوضعية الطفل من اكتشاف قدراته الذاتية ومن الانخراط في المسار التعليمي، كما أنها تعزز ثقته في نفسه باعتبارها أساس التعلم المستدام.

وساعدت هذه التجربة الهندية، التي تم عرضها في افتتاح الدورة الثانية للمناظرة الوطنية للتنمية البشرية، الاثنين 19 شتنبر 2022، في قصر المؤتمرات بالصخيرات، الآلاف من التلاميذ والأطفال الهنديين على تجاوز معيقات التعلم وإبراز مهاراتهم.

وفي هذا الإطار، أوضح وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، أن المنهجية المتبعة في برنامج “TARL” مبنية أولا على التشخيص، الذي تم خلال السنة الدراسية الماضية، حول تعلمات التلاميذ وحول ضرورة تخصيص دعم استدراكي “لمساعدة التلاميذ الذين لا يتمكنون من متابعة البرنامح العادي داخل الأقسام على تحسين مستواهم في المستقبل خاصة في المواد الأساسية، لكي يتمكنوا مستقبلا من متابعة دراستهم داخل أقسامهم بطريقة عالية”.

وأوضح الوزير أن العملية التكوينية التجريبية انطلقت قبل فترة الصيف بتكوين عدد من الأساتذة وانخراط عدد من المؤسسات التعليمية في هذه العملية، ليتم الانتقال مع الدخول المدرسي لمرحلة جديدة خصصت لها 3 أسابيع، همت حوالي 25 ألفا من التلميذات والتلاميذ داخل أكثر من 200 مؤسسة تعليمية.

وأكد بنموسى أن الهدف من تقييم هذه التجربة يكمن في معرفة مدى نجاعتها بهدف تعميمها على الصعيد الوطني خلال الدخول المدرسي 2023-2024.

تقليص فارق الأداء بين التلاميذ

وحسب معطيات اللجنة المكلفة بالتنسيق داخل الوزارة، أظهرت نتائج أنشطة مقاربة “TARL” بعد ثلاثة أسابيع من تجربتها في مادة الرياضيات بالمستوى الرابع ابتدائي، أن نسبة التحكم في عملية الطرح عند التلاميذ انتقلت من 10 في المائة عند التلاميذ المتعثرين الذين شملتهم التجربة قبل 6 شتنبر، إلى 61 في المائة بعد ثلاثة أسابيع من التجربة؛ أي أكثر من نصف القسم أصبح متحكما في عملية الطرح باعتماد مجموعة من الأنشطة.

كما تقلص فارق الأداء بين المجموعة المتميزة من التلاميذ التي لم تستفد من البرنامج والمجموعة المتعثرة التي استفادت؛ إذ كان قبل شهر شتنبر المنصرم يقدر بـ35 في المائة، وتقلص إلى 3 في المائة بفضل هذه الأنشطة؛ ما يعني أن التجربة مكنت من تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص.

وعلى مستوى اللغة العربية، لم تكن نسبة التحكم في قراءة فقرة مكونة من أربع جمل، من طرف التلاميذ المتعثرين، تتعدى 23 في المائة، فيما بلغت هذه النسبة بعد أنشطة المنهجية الهندية، حوالي 54 في المائة؛ أي أكثر من نصف التلاميذ استطاعوا قراءة الفقرة بسلاسة.

وكنتيجة لذلك، تم تقليص الفارق في الأداء ما بين التلاميذ المتميزين والمتعثرين بفضل هذا البرنامج من 54 في المائة إلى 33 في المائة، وفق معطيات الوزارة.

تقييم تطور مستوى التعلم

أما النموذج الثالث لنتائج هذا البرنامج والذي يهم اللغة الفرنسية في المستوى الخامس ابتدائي، أظهر أن 5 في المائة من التلاميذ المتعثرين تمكنوا من قراءة فقرة باللغة الفرنسية قبل الاستفادة من أنشطة البرنامج، لترتفع بعد ذلك هذه النسبة إلى 20 في المائة في 28 شتنبر بعد الاستفادة من برنامج “TARL”.

وتقلص بذلك فارق الأداء، حسب الوزارة، من 51 في المائة إلى 36 في المائة ما بين المجموعة المتميزة من التلاميذ والمجموعة المتعثرة.

يذكر أن النتائج الأولية لهذا البرنامج، الذي شمل المستوى الثالث والرابع والخامس ابتدائي، أظهرت ضعفا كبيرا في مستوى الأداء عند المتعلمين خصوصا في اللغة الفرنسية، والرياضيات بالدرجة الثانية، ثم اللغة العربية.

وشملت هذه الفترة التجريبية عينة مكونة من 25 ألف تلميذة وتلميذ، استفاد نصفهم من أنشطة الدعم وفق مقاربة (TARL” ( teaching at the right level” و50 في المائة خضعت لأنشطة اعتيادية.

وتكمن قوة منهجية التعليم في المستوى المناسب في قدرتها على التقييم الفوري لتطور مستوى المتعلم عن طريق اختبارات سهلة من جهة، وفي ملاءمتها تدريجيا مع مستواه الحقيقي من جهة ثانية، إذ تعد هذه المرونة التي تميزها سر نجاح هذه المنهجية في العديد من دول العالم.

تعليقات الزوّار (0)