أكادير والجهة جاي منصوري : تسجيل أزيد من 6000 طلب يهم عملية توظيف الأطر النظامية للأكاديمية بسوس ماسة والعملية  تستدعي المصلحة العامة وبناء مدرسة الجودة  

وصف محمد جاي منصوري، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، النقاش الذي واكب المستجدات الخاصة بتوظيف الأطر النظامية للأكاديمية، بالأمر الطبيعي.

وأرجع منصوري، في لقاء خاص خص به موقع أكادير أنفو، ما طبع هذا النقاش من تفاعل وجدال وسجال واهتمام منقطع النظير، إلى طبيعة القطاع، الذي يحضى باهتمام جميع الأسر ومكونات المجتمع، باعتبار مسألة التعليم تخص الجميع ولا تخص فقط قطاع التربية الوطنية.

وقال المتحدث أن تنظيم مباراة التوظيف لهذه السنة قد واكبها الشروع في تنزيل المعايير المرتبطة بالجودة لولوج مهنة التدريس، والاشتغال على موضوع الجودة بالمدرسة المغربية بشكل عام، وارتكزت كمدخل أساسي على الأستاذ.

” الكل اليوم يطلب من المدرسة أن تقدم خدماتها بشكل جيد وأن تكون تعلمات التلاميذ بشكل أفضل ” يضيف مدير أكاديمية سوس ماسة؛ الذي أشار لأهمية مسألة الجودة في التعلمات بعدما قطع المغرب أشواطا هاما في توفير البنى التحتية وإحقاق مكتسب مقعد لكل طفل وصل سن التمدرس، إلى جانب تحقيق نسب هامة ومرتفعة في التمدرس.

وقال مدير أكاديمية سوس ماسة بأن الاهمام بتقنين شروط الولوج، والمتمثل أولا في الحصول على تكوين أكاديمي رصين من خلال الحصول على مجموعة من الميزات انطلاقا من الباكلوريا ومرورا بمسلك الإجازة، سيساهم في تطوير المدرسة التي يعتبر المدرس هو الفاعل الاساسي فيها، وهو الذي ستوكل اليه مهمة تطوير تعلمات داخل الفصول الدراسية مما يستوجب التحكم في مدخلات ومخرجات هذه المهنة.

وأضاف المتحدث بأن مدرس اليوم هو من سيسمح له باجتياز مباراة التفتيش و تقلد مهمة مدير مؤسسة والتباري على مناصب المسؤولية بهذه الوزارة، وهو ما فرض أن يكون هذا الموظف قادرا على أن يستثمر في نفسه من خلال استثمار ما تعلمه طيلة مساره المهني، وأن تتمكن الوزارة إضافة إلى ذلك في أن تستثمر في هذا الموظف من خلال حيز زمني كبير.

ودافع منصوري عن اختيار الوزارة على شرط تسقيف السن عند 30 عاما لولوج مهن التربية والتكوين، وموردا في هذا الصدد الجانب القانوني الذي ينص على اعتبار الحد الأدنى القانوني للتوظيف في ثمانية عشر سنة والحد الأقصى في خمسة وأربعين عاما، ومعتبرا قرار الوزارة في تسقيفه في ثلاثين سنة سليما وداخل هذا المجال للاعتبارات السابقة.

وشدد مدير أكاديمية سوس على أننا ” اليوم ” أمام مصلحة عامة تستدعي بناء مدرسة أمام أجيال في طور التكوين، ومشيرا لكون ” متعلمي اليوم هم رجال الغد الذين سيعملون على خدمة المغرب “، وهو ما فرض المراهنة على مغرب متطور برأسمال بشري مكون ويشكل قوة اقتراحية وتنافسية.

” هناك أشخاص لم يفهموا المغزى من هذا الاختيار وهناك من لم يناسب الاختيار لطموحاته ومصالحه الشخصية الذاتية ” يتأسف محمد جاي منصوري، ومضيفا بأن تزامن هذه الاحتجاجات مع تنظيم مباراة أطر الأكاديميات قد يوهم البعض على ان الوزارة هي المشغل الوحيد في المغرب وانه اذا لم اشتغل في التعليم لا يوجد شغل.

ونفى منصوري صواب هذه الفكرة، ومبرزا أن جميع القطاعات هي مجالات للتشغيل سواء تعلق الأمر بالقطاع العام أو الخاص، ومضيفا في هذا الصدد بأن المدرسة والجامعة تعملان على تأهيل الطالب لكي يحصل على المهارات الضرورية لكي تسمح له بالاندماج للقيام بمبادرات شخصية.

واستغرب المسؤول الأول عن تسيير قطاع التعليم بالجهة إقدام الطلبة في الجامعات على الاحتجاج رغم أنهم لم يصلوا بعد لسن الشغل، ليصف الأمر ب ” غير المفهوم “، وموضحا بأن من سيتم توظيفه هم مواطنون مغاربة بدون أي تمييز أوحيف أواقصاء، في فرصة متاحة للجميع في إطار من الشفافية ومن الاحتكام للمعايير الأكاديمية ومن التكوين المتاح للجميع.

وتمنى منصوري من المعنيين العودة إلى التفكير الرزين، والعمل على جعل مصلحة الوطن والأبناء ديالنا فوق كل اعتبار، وداعيا جميع الطلبة ممن توفرت فيهم الشروط أن يتقدموا للتسجيل.

وأكد المتحدث على أن عملية التسجيل مستمرة ومتقدمة، والتي فاقت إلى حدود يوم السبت الماضي عدد التسجيلات ال 6000 طلب تتنافس على ال 2215 منصب مخصص للجهة، وهو العدد المرشح للارتفاع.

وتطرق في حديثه إلى دور الأكاديمية في تتبع هذه التسجيلات والمصادقة على هذه التسجيلات بعد مراقبة ملفات المعنيين ومعرفة مدى توفرهم على الشروط الضرورية، لتنطلق بعد نهاية المرحلة الأولى مرحلة الانتقاء الأولي من طرف لجنة مختصصة بناء على معايير جد محددة وشفافة تستند على جميع الضمانات القانونية المتوفرة من خلال لجن وطنية وجهوية للتتبع.

الحسين شارا