الأميرة للا حسناء تدعو إلى إعادة توجيه التعليم والتعلم من أجل المساهمة في التنمية المستدامة – أكادير انفو – Agadir info

الأميرة للا حسناء تدعو إلى إعادة توجيه التعليم والتعلم من أجل المساهمة في التنمية المستدامة

17 مايو 2021
بقلم: أكادير أنفو
0 تعليق

على ضوء القضايا البيئية الملحة التي تواجه العالم، يهدف مؤتمر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، اليونسكو، العالمي للتربية على التنمية المستدامة الذي ينعقد في نسخة افتراضية من برلين في الفترة الممتدة ما بين 17 و19 ماي الجاري، إلى أن يشكل محطة رئيسية لإعطاء دينامية للإطار الجديد للتربية على التنمية المستدامة لعام 2030.

 

الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، شاركت بدورها عبر رسالة فيديو، في أشغال المؤتمر العالمي لليونسكو حول التربية من أجل التنمية المستدامة، الذي ينعقد عن بعد خلال الفترة ما بين 17 و19 ماي 2021.

 

وشددت الأميرة للا حسناء في كلمتها باسم المغرب، على أنه “من اللازم أن نفكر في الأسباب التي حالت دون إدخال التربية على التنمية المستدامة في المقررات الدراسية”، وفق تعبيرها.

 

ودعت الأميرة إلى تسريع تنفيذ هذا الإجراء الحاسم، “ولنلتزم بشكل راسخ، خلال هذه العشرية، بجعل التربية على التنمية المستدامة أولوية قصوى”، مشددة على أن هذا الأمر مستعجل وحيوي.

 

وترى الأميرة التربية على التنمية المستدامة هي سر النجاح، “لذلك ارتأينا أن تركز جهود مؤسستنا على توعية الشباب بهذه الإشكاليات وتكوينهم وتدريبهم”.

 

وأضافت: “زرعنا على هذا النحو بذور الوعي البيئي التي ستزهر على المدى البعيد وستطرح مجتمعا واعيا بالوسط البيئي الذي يعيش فيه وقادرا على تبني السلوك الفاضل المناسب”.

 

وتابعت: “إننا فخورون لكوننا شركاء منظمة اليونسكو، حيث نتعاون معها منذ سنة 2020 من أجل دمج التربية البيئية في المقررات المدرسية بالنسبة لجميع المستويات وحتى الباكالوريا”.

 

وأوضحت أن المغرب بعد، في هذا الصدد، واحدا من البلدان الثلاثة عبر العالم التي أطلقت تجارب نموذجية في إطار برنامج غلوبل سكولس التابع لمنظمة اليونسكو.

 

وقالت: “لن تستطيع التعبئة حول المواضيع ذات الصلة بالبيئة إعطاء نتائج مستدامة إلا إذا أصبحت رد فعل مكتسب منذ التكوين الأولي، لذلك أضحت التربية منذ نعومة الأظافر أولوية ملحة”.

 

واعتبرت أنه “في ظل السياق الخاص الذي نعيش فيه، ينبغي علينا أن نقوم جماعة ببناء توافق جديد وضروري، عبر تحديد الأولويات التي نحددها كبشر يجمعهم مصير مشترك”.

 

وأشار إلى أن أزمة كوفيد 19 “ذكرت بمدى استعجال حاجتنا إلى تنمية مستدامة شاملة وعادلة وفي خدمة الجميع”، لافتة إلى أن حماية البيئة والحفاظ على كوكبنا، “بيتنا جميعا”، تشكل إحدى اللبنات الأساسية لهذه المقاربة.

 

وأوضحت أن هذه هي “المهمة النبيلة والشيقة التي تعكف على تحقيقها بعزيمة راسخة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة التي أحظى بشرف رئاستها”.

 

وقالت إن المؤسسة تبذل الجهود منذ أزيد من عقدين من أجل تطوير برامج مختلفة من شأنها تقليص التأثير السلبي للإنسان على الطبيعة أو القضاء عليه.

 

وكشفت أن الملك محمد السادس، الذي يولي أهمية كبيرة لهذه الإشكالية منذ سنوات شبابه، يحث على تطوير مقاربات طموحة ومتجذرة في الحاضر ومتطلعة بحزم نحو المستقبل.

 

وأفادت بأن الملك “حرص على تذكيرنا بأن المدرسة في صلب هذه الرهانات الإنمائية، ولاسيما الرهان البيئي. حيث تتكلف المدرسة بالتعليم وتلقين المعارف، لكنها بشكل عام وبالأولوية، فضاء للتربية وتلقين القيم. لذلك تعد تربية الشباب على احترام البيئة دليلا على الإيمان بوعد عالم جديد أكثر انسجاما واستدامة”.

 

واليوم الإثنين، افتتحت ببرلين، عبر تقنية التناظر المرئي، أشغال المؤتمر العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، حول التعليم من أجل التنمية المستدامة، وذلك بمشاركة المغرب.

 

ويضم هذا المؤتمر العالمي نحو 2500 مشارك، بما في ذلك 81 وزيرا للتعليم، إلى جانب الفاعلين الرئيسيين الملتزمين بتغيير التعليم، حتى يتمكن جميع المتعلمين من مواجهة الأزمة المناخية، وفقدان التنوع البيولوجي، وجميع تحديات التنمية المستدامة الأخرى.

 

ويتوخى هذا المحفل الدولي، الذي ينظم بالتعاون مع الحكومة الألمانية، بلورة استراتيجيات لإدماج التربية على التنمية المستدامة في جميع مستويات التعليم والتكوين، تماشيا مع إطار عمل جديد.

 

وعلى مدى ثلاثة أيام، ستسلط أشغال المؤتمر الضوء على الوسائل المثلى لتسخير التعليم من أجل مواجهة التحديات العالمية المتعلقة بتغير المناخ، فقدان التنوع البيولوجي، الاقتصادات الخضراء والدائرية، والتقدم التكنولوجي وإقامة علاقات مرنة مع الكوكب بفضل التعليم.

 

كما سيبحث المشاركون الوسائل الكفيلة بتعزيز قدرات المعلمين، تمكين الشباب واتخاذ إجراءات محلية عبر التعليم من أجل التنمية المستدامة.

 

وسيتوج المؤتمر بـ”إعلان برلين للتعليم من أجل التنمية المستدامة”، والذي سيقترح سلسلة من السياسات تشمل التدريس، التعلم، التكوين المهني والالتزام المدني.

 

وتوجد التربية البيئية في صميم اهتمامات اليونسكو؛ وإدراكا منها لهذا التحدي الوازن، حددت المنظمة الأممية لنفسها هدفا يتمثل في جعل التربية البيئية مكونا أساسيا للبرامج الدراسية في جميع الدول بحلول العام 2025.

 

وفي هذا الصدد، فإن اليونسكو، الوكالة الأممية الرئيسية المسؤولة عن التعليم من أجل التنمية المستدامة، والتي تهدف إلى ضمان حصول جميع المتعلمين على المعرفة، المهارات، القيم والمبادرة اللازمة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لصالح الكوكب والعيش بكيفية مستدامة، توحد جهود دولها الأعضاء البالغ عددهم 193 بلدا لتحقيق هذا الهدف.

 

ويتعلق الأمر، على الخصوص، بتوجيه إجراءات الدول نحو دعم إصلاح المناهج الدراسية، وتتبع مظاهر التقدم المحرزة لضمان اكتساب الجميع المعرفة والمهارات والقيم والتوجهات اللازمة لإحداث تغيير إيجابي وحماية مستقبل كوكب الأرض.

و تركز خطة التربية على التنمية المستدامة لعام 2030 على مساهمة التعليم في تحقيق أجندة 2030 وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر. كما تهدف إلى إعادة توجيه التعليم والتعلم من أجل المساهمة في التنمية المستدامة وتعزيز التعليم والتعلم للجميع.

تعليقات الزوّار (0)