شنو واقع برا لأول مرة منذ تأسيسها … المملكة السعودية تدرس قرار إلغاء موسم الحج بسبب أزمة جائحة “كورونا”

تتداول المملكة العربية السعودية في إمكانية إلغاء موسم الحج لأول مرة منذ تأسيسها عام 1932، بعد أن تجاوز عدد حالات الإصابة بالفيروس التاجي في البلاد مائة ألف شخص، وهو القرار الذي سيصدر خلال أسبوع؛ فيما اتخذت عدد من الدول الإسلامية قرار منع مواطنيها من الحج بسبب جائحة كوفيد 19، ما يهدد بانهيار الاقتصاد السعودي الذي تضرر بالفعل بسبب انخفاض أسعار النفط.

وفي هذا الإطار صرح مسؤول سعودي رفيع المستوى للفاينانشال تايمز البريطانية قائلا: “تمت دراسة القضية بعناية ويجري النظر في سيناريوهات مختلفة”. وزاد المسؤول بوزارة الحج والعمرة السعودية: “سيتم اتخاذ قرار رسمي في غضون أسبوع”.

الحج الذي يستقبل سنويا مليوني شخص سيكون مختلفا هذه المرة، إذ أوضح المسؤول أن أحد المقترحات هو السماح لعدد صغير من الحجاج المحليين بأداء الفريضة، مع مراعاة الاحتياطات الصحية الصارمة، مردفا بأن هناك احتمالا آخر، وهو إلغاء موسم الحج تمامًا، وقال: “كل الخيارات مطروحة على الطاولة، لكن الأولوية لصحة وسلامة الحجاج”.

وفي وقت تمكنت المملكة العربية السعودية من تنظيم الحج خلال الأزمات الفيروسية السابقة، مثل إيبولا وسارس، فإن النطاق العالمي لوباء الفيروس التاجي يمثل تحديًا أكثر صعوبة.

وكانت الحكومة السعودية فرضت في وقت مبكر تدابير ساعدت في السيطرة على الفيروس بعد تأكيد الحالة الأولى في 2 مارس، بما في ذلك القيود المفروضة على السفر وحظر التجول لمدة شهرين على الصعيد الوطني. ولكن بعد أن بدأت المملكة في تخفيف الإغلاق أواخر ماي، ارتفع عدد الحالات اليومية والوفيات، وتم الإبلاغ عن أكثر من 3000 حالة يوميا خلال الأيام الستة الماضية، وبلغ إجمالي الوفيات 857 حالة حتى يوم الخميس.

والحج يستقبل حصصا من مواطني كل دول العالم، على رأسها البلدان الإسلامية، وبالتالي فإن سفر المواطنين له رهين أيضا بقرارات كل دولة على حدة.

وتخصص أكبر حصة لإندونيسيا، موطن أكبر عدد من المسلمين في العالم، التي ترسل عادة حوالي 200 ألف حاج. لكن هذا العام قال مسؤولون إندونيسيون إن مواطنيهم لن يسافروا.

“في شهر ماي قمنا بإعداد خيارين: تخفيض الحصة بنسبة 50 في المائة أو الإلغاء. لكن لم تفتح المملكة العربية السعودية الوصول إلى الحج من أي دولة حتى الآن”، قال فخر الرازي، وزير الشؤون الدينية الإندونيسي، لوسائل الإعلام المحلية في وقت سابق من هذا الشهر. “ونتيجة لذلك، ليس لدى الحكومة الوقت الكافي للقيام بالاستعدادات الأولية لخدمات وحماية الحجاج”، يؤكد المسؤول الإندونيسي.