مهرجان تيميزار للفضة يفتح النقاش العلمي حول تاريخ الصياغة والحلي الفضية كتراث هوية وإبداع - أكادير انفو - Agadir info

مهرجان تيميزار للفضة يفتح النقاش العلمي حول تاريخ الصياغة والحلي الفضية كتراث هوية وإبداع

22 يوليو 2018
بقلم: أكادير أنفو
0 تعليق

ناقش أكاديميون وباحثون، خلال ندوة موازية لمهرجان تيميزار للفضة في دورته التاسعة، موضوع “الصياغة والحلي الفضية: تراث هوية وإبداع”، من خلال التطرق لعلاقة الامازيغ بشمال افريقيا وبالمغرب تحديدا بصناعة الحلي، وكيفية تطويعهم للمعادن عبر العصور، من خلال دراسات أشارت إلى إذابتهم المعادن وأولها النحاس ما قبل 3000سنة، وذلك بالإعتماد على وثائق مصرية دلت على أن الامازيغ توصلوا الى إذابة المعادن قبل 3000سنة، واظهرت حلي في تلك الحقبة، كما وثقت لوحات الفن الصخري لهذا السبق، وظهر في هذه الرسوم الخلخال بمنطقة تازناخت ضواحي تارودانت.

وبالعودة ألى الحضارات التي مرت بشمال افريقيا، فقد اكد الباحثون في الندوة على أن المنتوج يحتسب للفينيقيين والسبب أنهم يتوفرون على تقنيات، وخلال الفترة القرطاجية عرفت صناعة الحلي ازدهارا، وخلال الفترة الرومانية عرفت انتاجه ركودا، ولكن ظهرت اشكال جديدة، حيث يتم مزج الأحجار الكريمة بالحلي، وخلال الفترة الموريطانية، وبقصد بها حكم الامازيغ لمناطق ساسعة من جنوب الصحراء، ظهرت النقود ومنها عملة الملك يوبا الثاني والمصنوعة من الذهب والفضة والبرونز.

وتحدث المشاركون عن النشاط الحرفي والصناعي المتقدم والمتطور في مجال الصناعات والفنون التقليدية والحرف اليدوية بشمال شمال أفريقيا، منذ العهود القديمة، ليعتبروا  المغرب من أحد أقدم البلدان التي اشتهرت منذ قرون خلت بالعديد من الحرف والصناعات والمهارات الفنية التقليدية، باعتباره مركزا أساسيا لمجموعة من الحرف التقليدية، وخصوصا في بعض المدن المغربية التاريخية العتيقة.

وأجمع الحاضرون على أن فن الحلي في المغرب قد ظهر مع بداية العصر الحجري الأعلى، أي حوالي الألفية الثالثة والعشرين قبل الحاضر، كاشفين عن اكتشاف أولى الحلي وأدوات الزينة بالمغرب بعدة مواقع تؤرخ بالعصر الحجري الأعلى، أو ما يصطلح عليه بالحضارة الإيبيروموريسية، كمغارة “تافوغالت” (وجدة)، ودار السلطان والمناصرة (الرباط)، وإفري البارود (سيدي سليمان)، وإيفري ن عمار (الناضور)، من قبيل مواد ملونة مثل المغرة ذات اللون الأحمر والأصفر وأصدافا بحرية مثقوبة وقلادات حجرية وعظمية.

هذا وقد تطرق الحاضرون أيضا إلى الفترة الممهدة للتاريخ، وتميزها باكتشاف صناعة المعادن التي مكنت الإنسان القديم من استعمال تقنيات جديدة في بلورة وخلق أشكال من الحلي كالأساور، ليشيروا لوصول البحارة الفينيقيين إلى سواحل موريطانية الغربية في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، فإن الحفريات الحديثة بعدة مواقع مثل لكسوس وبناصا وتاموسيدا وتمودا والدشر الجديد، وأيضا بمنطقة الريف الشرقي، والتي ساهمت في الكشف والتعرف أكثر على هذه الحقبة من تاريخ المغرب، من خلال عدة لقى أثرية، حيث تحتل الحلي أهمية خاصة، وتمثل الحلي الذهبية والفضية المكتشفة بمقابر نواحي طنجة ومقبرة “رقادة” قرب موقع لكسوس، نماذج تعكس مستوى تطور وتنوع فن الحلي في المغرب خلال الفترة التاريخية المذكورة.

وخلص الحاضرون إلى صناعة الحلي في المغرب تعتبر من بين أهم الحرف والصناعات التقليدية، باعتبارها حرفا حافظت على جوهرها وعلى استمرارها، وعلى توارثها جيلا بعد جيل، من قبيل: الدباغة وصناعة الخزف والحلي والزرابي والنحاس والنقش على الجبس والخشب والزليج، كما أنها حرف عرفت تطويرا وتجديدا في تقنيات وأدوات صناعتها، وفي موادها الأولية، بحيث كان كل جيل يتوارثها ويضفي عليها من إبداعه الخاص، بشكل يجعلها اليوم تحتل مكانة أساسية في مختلف المدن ومناطق المغرب القروية والحضرية، من شماله إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه.

تعليقات الزوّار (0)