رضوان الرمضاني يفجرها : للمرة الأولى… سأشارك للمساهمة في إيصال “الكذاب إلى باب الدار”. - أكادير انفو - Agadir info

رضوان الرمضاني يفجرها : للمرة الأولى… سأشارك للمساهمة في إيصال “الكذاب إلى باب الدار”.

6 أكتوبر 2016
بقلم:
0 تعليق

14440883_539349259604620_7295800011121344943_n

هي المرة الأولى التي أسجّل فيها اسمي في قوائم الناخبين.
هي المرة الأولى التي أدخل فيها الموقع الإلكتروني الخاص بالانتخابات، مُدونا رقم بطاقة تعريفي الوطنية، للتأكد من أن “اسمي موجود”.
كان موجودا بالفعل. رقمي كذا، وعنوان مكتب التصويت كذا. مع تحيات وزارة الداخلية.
هي المرة الأولى التي أصير فيها ناخبا، صاحب صوت. صاحب “حق” و”واجب”.
هي المرة الأولى التي أطوي فيها صفحة المقاطعة. مقاطعة التسجيل، ومقاطعة المشاركة.
ما سجلت اسمي يوما، ولا شاركت يوما، لا في انتخابات جماعية، ولا في انتخابات جهوية، ولا في انتخابات تشريعية، ولا حتى في استفتاء.
كنت أكره كلمة “استحقاق” وأرى نفسي غير معني بها. هي كلمة متصلبة، بلا معنى، وبلا جمالية لغوية. مقززة تكاد تكون.
كنت مقاطعا، بالفطرة، مثل الكثيرين، مثل الأغلبية ربما.
ما كنت يوما لا مع “النهج الديمقراطي” ولا مع “العدل والإحسان”، ولا مع غيرهم ممن “يحترفون” المقاطعة.
كنت “مع راسي” فقط. مقاطعا الدولة. مقاطعا من يشارك. مقاطعا حتى من يقاطع.
كنت مواطنا “مستمعا” فقط، في “قسم” كبير يسمى المغرب.
مقاطع وكفى. بلا بسبب ربما. ولأسباب كثيرة ربما!
هي المرة الأولى التي اخترت فيها أن أشارك في الاختيار.
رغم النواقص، ورغم المطبات، ورغم مناطق الظل، ورغم الغموض، ورغم الضبابية، ورغم كل “رغم”، قررت أن أشارك.
ترددت وترددت، فقررت، بعد التردد، أن أشارك.
هي المرة الأولى التي أسأل فيها، بعيدا عن الفضول المُعتاد، عن أسماء وأحزاب المرشحين في الدائرة التي أقطن في ترابها.
هي المرة الأولى التي أسأل فيها: من يستحق صوتي؟
هي المرة الأولى التي سأدخل فيها مكتب تصويت ناخبا.
هي المرة الأولى التي سأحمل لوائح المرشحين متأملا وجوههم، ورموز أحزابهم، باحثا عمن سأختار.
هي المرة الأولى التي سأدخل المعزل.
هي المرة الأولى التي سأجرب فيها “ديمقراطية الصناديق”.
هي المرة الأولى التي سأدلي فيها بصوتي، وقليل من الحبر على كفي.
لم أفعل ذلك لسواد عيون وزارة الداخلية، فما همتني يوما دعواتها إلى التسجيل وإلى المشاركة، ولا أغرتني يوما عبارة “أخي الناخب أختي الناخبة… صوتك أمانة… المشاركة حق وواجب وطني”.
وصلات إشهارية منفرة، تؤتي عكس المراد منها، تحثك على المقاطعة وليس العكس. تخلق فيك إحساسا بشيء من “المواطنة الركيكة”.
لم أفعل ذلك استجابة لنداء حزب سياسي، ولا تعاطفا مع مرشح أو “بياع انتخابات”.
لم أفعل ذلك تكفيرا عن “جرم” المقاطعة.
مقاطعة الانتخابات، حين تكون بقناعة، ليست “وصمة عار” على جبين المواطنة. المقاطعة، خصوصا إذا كانت ساذجة، هي الأخرى حق. والواجب أن يسعى أهل الشأن إلى فهم الدوافع، وليس المقاطعون إلى تبرير المقاطعة.
مُقاطع الانتخابات، مثل المشارك فيها، مساهم في العملية السياسية. كل على طريقته.
هذه المرة سأشارك. سأختار. سأصوت.
لن أفعلها خوفا من “التحكم”.
لن أفعلها بحثا عن “التغيير الآن”.
لن أفعلها من أجل “الإنقاذ”.
لن أفعلها لمحاربة “الفساد والاستبداد”.
لن أفعلها لمواصلة “الإصلاح”.
لن أفعلها لأن “المعقول ماشي ساهل”.
لن أفعلها دفاعا عن “الخط الثالث”.
لن أفعلها إيمانا بأي شعار، أو تصديقا لأي وعد.
سأشارك لأنه صار لطبق السياسة في المغرب بعض “المذاق”.
سأشارك لأن النخبة، وإن بكثير من المناورة، صارت “تخاف” الشعب.
سأشارك لأن الكثير من أدوات المطبخ صارت معروضة على شمس الشارع.
سأشارك للمساهمة في إيصال “الكذاب إلى باب الدار”.
سأشارك لأن “اللعبة” صارت أوضح وأمتع.
فرجة ممتعة… ووضوح ممتع.

#مجرد_تدوينة

رضوان الرمضاني

تعليقات الزوّار (0)