المجتمع والناس بالصور … مستوى التهميش لمدينة أكادير يصل إلى درجة احتلال حديقة عمومية من طرف بائعين متجولين .
رغم جهود السلطات المحلية للحد من ظاهرة الباعة المتجولين، فإن مدينة أكادير التي عرفت تنامي الظاهرة بشكل كبير مؤخرا في عهد المجلس الحالي، فنجد أرباب المقاهي و هم يحتلون الأرصفة بلا حياء مرغمين المواطن على السير وسط الطريق، أو أصحاب المحلات التجارية و هم يخرجون سلعهم بمسافات متقدمة و لا يبالون، لكن هذه المرة الحدث فاق كل التوقعات، و كشف عن هشاشة فاضحة و شبح اللانظام يكاد يهيمن على المرافق العمومية.
مع أن احتلال الملك العمومي بمختلف صوره من طرف الباعة المتجولين أو أرباب المقاهي و المحلات التجارية، صار اعتياديا بشكل من الأشكال، إلا أن احتلال الحديقة العمومية الوحيدة بحي ليراك بواركان، من طرف بائعي الخضر والفواكه بحميرهم وعرباتهم وتريبورتوراتهم، يعد أبشع صورة يمكن أن تجسد الإستهتار الفاضح بالمدينة و ساكنتها.
هذا وقد راسلت الساكنة كلا من السلطات المحلية والمجلس الجماعي، الأخير المطالب بإعادة الرونق لهذه الحديقة المعتبرة متنفسا لنساء وأطفال المنطقة، و يتأكد مما لا يدع مجالا لشك، أن الإهمال و التهميش الذي تعيشه الحديقة الوحيدة، جعلها فريسة سهلة أمام هؤلاء الباعة.
وناشدت المراسلة، التي يتوفر عليها الموقع، كافة المتدخلين لإيجاد حلول واقعية و جذرية للمشاكل والتحلي بالجرأة في أجرأة القانون، لوقف نزيف هذه الظاهرة التي أصبح بموجبها فتح النوافذ المجاورة أو الجلوس بالحديقة أمرا مستحيلا .
كما أن التهميش الذي طال الحديقة، التي صارت في وقت من الأوقات متنفس الساكنة المحيطة بها، يعد وصمة عار على جبين القائمين على شأن التدبير المحلي ، نفس الأمر ينطبق على المجتمع المدني الذي لم يستطع فرض الاحترام تجاه حديقة الساكنة التي تتحمل وزرا من نوع آخر.
فهل سيتحمل الجميع المسؤولية لرد الاعتبار للحديقة و العمل على إعادة تأهيلها أم أن مسلسل التهميش سيستمر ؟
