القديد والكرداس ظاهرتان تسيران نحو الزوال من منازل المغاربة – أكادير انفو – Agadir info

القديد والكرداس ظاهرتان تسيران نحو الزوال من منازل المغاربة

27 سبتمبر 2015
بقلم:
0 تعليق

200911291642

على مدى سنوات مضت كانت مشاهد شرائح لحم القديد والكرداس، المعلقة على حبال الغسيل الطويلة، تشكل مشهدا معتادا، في العديد من الأزقة الشعبية وفوق أسطح مختلف المساكن، لكن مؤخرا لوحظ تقلص هذا الطقس، إثر غزو أجهزة التبريد الحديثة للأسواق، وخروج المرأة إلى سوق العمل.

واتجهت عادات المغاربة نحو تقطيع أضحية العيد، و وضع قطع اللحم الطري بأكياس بلاستيكية، وتخزينها في جهاز المبرد، ليحتفظ باللحم أياما عدة بعد العيد، بل حتى شهورا، وذلك كبديل عن عن طريقة القديد التقليدية، التي كانت النساء تعتمدها للحفاظ على لحم العيد من الفساد، مع كل أجواء و طقوس وتقاليد تجمع النساء لتحضير الكرداس والقديد.

ويبتدأ طقس التحضير بتقطيع أجزاء لحم الكبش، إلى شرائح مملحة، ويوضع لحم القديد في إناء ويضاف إليه التوابل التالية: ملح، ومسحوق حبوب كزبرة المجفف، والثوم المطحون، و«المساخن» (مجموعة من التوابل منها الفلفل الأحمر والكمون والقرفة والزنجبيل، والكركم، والفلفل الأسود، والهيل، والبهارات، وصولجان، والفلفل الأبيض، والبراعم، وجوزة الطيب، القرنفل، الزعفران) ثم يضاف إلى هذا الخليط، ملعقتان من الخل، لقتل الجراثيم وحفظه من الحشرات عند تعريضه الشمس، ثم يضاف إلى كل ذلك نصف كأس من زيت الزيتون، ويترك اللحم متبلا ليوم كامل حتى يمتص هذه الخلطة، بعدها ينشر على حبل تحت أشعة الشمس لمدة ثلاثة أيام إذا كانت الشمس قوية أو أسبوع إذا لم تكن حرارتها شديدة، ويبقى صالحا للاستهلاك عدة شهور.

وينطبق الشيء نفسه على الكرداس، الذي يحضر بتنظيف كرش الخروف و المصارين جيدا بالماء والحامض والملح، ثم تقطع على شكل مربعات كبيرة في حدود 15 سنتيمترا مربعا للقطعة، توضع بعد ذلك في صحن كبير، بعدها يتم تقطيع الرئة والشحم إلى قطع صغيرة وتتبل بالملح ومسحوق حبوب الكزبر المجفف والمساخن، وتوضع في صحن ويترك تحت أشعة الشمس لمدة ثلاثة أيام، بعد هذه المراحل يتم حشو قطع الكرش بقطعة من الرئة وقطعة شحم ولفها بالطول والعرض بالمصارين، تم يعاد نشر الكرداس على الحبل تحت أشعة الشمس حتى تجف الكرش.

يشار أن المرأة كانت تعاني في السنوات السابقة، فهي من تحول معظم لحم الكبش إلى قديد، وتنشره صباح كل يوم، مدة أسبوع فوق حبال في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس، لكن يسجل أنه رغم تخلي عدد من النساء عن هذه الطريقة التقليدية، التي عرف بها الأجداد في حماية اللحم من الفساد، فمازال بعضهن يصر على ضرورة تحضيره، باعتباره مكونا أساسيا لبعض الأطباق المغربية كالرفيسة والكسكس..

تعليقات الزوّار (0)