إنزكان … الفنان السوسي ” حسن أيت العاتي ” يرقد بمستشفى إنزكان بين الحياة والموت ونشطاء يطلقون دعوات لإنقاذ حياته - أكادير انفو - Agadir info

إنزكان … الفنان السوسي ” حسن أيت العاتي ” يرقد بمستشفى إنزكان بين الحياة والموت ونشطاء يطلقون دعوات لإنقاذ حياته

23 يناير 2017
بقلم:
0 تعليق

ait-laati-lamzar

منذ الجمعة الماضي بالمستشفى الاقليمي لانزكان، يرقد الفنان الامازيغي العاتي حسن رئيس مجموعة أيت العاتي ويعاني في صمت، وافاد عبد الله العاتي في اتصال هاتفي للموقع بأن أخاه يعاني من تبعات صحية خطيرة، بحيث بدأ يتقيء الدم منذ ليلة الخميس مما أثار تخوف أسرته الصغيرة ، وجرى نقله الى قسم داء السل  حيث من المننتظر أن يكشف عليه طبيب مختص صبيحة يوم غذ الاثنين

ويعاني حسن العاتي من تبعات صحية منذ سنتين تقريبا ، بحيث سبق وأن تعرض لوعكة صحية خطيرة ألزمته الفراش ، وتدخلت حينها جمعية تليلي وفنانون أمازيغ  وعدد من الفعاليات المهتمة بالفن الامازيغي بزيارته وتقديم يد العون له ، ومر من المحنة بسلام 

و اليوم يعاني هذا الفنان الصامت  في “صمت” في غرفة بالمستشفى الاقليمي ، وحالته المادية جد صعبة خاصة وأنه كان يكتفي فقط بما يجنيه من بعض السهرات والمشاركات في المهرجانات ، ويبقى النداء اليوم موجها إلى كل محبيه وذوي الضمائر الحية للتدخل لمساعدته ليعود من هذه الأزمة الصحية لجماهيره، وخاصة وأن أحد أعضاء المجموعة كشف بأنه يعمل على الاستعداد لتسجيل أسطوانة جديدة

بطاقة تعريفية للفنان العاتي حسن :

ولد العاتي حسن بدوار المزار بالجماعة القروية الدشيرة قبل ان تلتحق بأيت ملول وبالضبط بدوار قصبة أيت مبارك سنة 1957 ، ويتميز هذا الدوار الذي كانت ساكنته معدودة على رؤوس الاصابع بقربها من غابة المزار التي كانت تعج بالوحيش ، وأشجار الكاليبتوس ، وبينها يرقد في سلام عدد من أولياء الله الصالحين أهمهم سيدي بوزيد وسيدي بولانوار اللذان كانا مزاران لنساء ورجالات القرية ، يوحدان افراحهما عبر معروف يقام سنويا ، ويبدد أحزانهما لكون مقبرة الدوار تتواجد بمقربة من الولي الصالح سيدي بوزيد ، وحتى الشباب كان لايفارق الكبار بحيث أنشأ ملعبا قريبا من مسقط رأس حسن العاتي ويدعى ملعب “تيمكيلت” لكونه يشبه “جبانية “بسبب نوعية تضاريس التلال الرملية التي تحيط به

وعرف عن حسن العاتي ولعه الكبير منذ صغره بالموسيقى والرياضة وكان يلعب حارس مرمى مشهود له بالكفاءة والقتالية في اللعب ، وشارك في عدة مباراة حاسمة كانت تقام بمناسبة عيد العرش بين فريق المزار سبعينيات القرن الماضي ومختلق الفرق المجاورة كأيت ملول وانزكان ورجاء اكادير والدشيرة بأسمائها الكبيرة حينها ، وإلى جانب الرياضة كان حسن مولوعا بالموسيقى إلى حد أن والده (دّا عبد القادر) نهره أكثر من مرة وهدده برميه من سطح المنزل في حال ضبطه يعزف على قيتارة (الطارو) التي صنعها بنفسه ، وتحدى كل ذلك وأكل من الضرب ماأكل حتى تأكد لوالده أن ابنه عازف ماهر ليفسح له المجال لتكوين أول مجموعة موسيقية بالمنطقة تحت اسم “الحباب” سنة 1970 ، وتضم في عضويتها كلا من حسن العاتي الذي كان يعزف على البانجو  و احمد نعم (مولاي) . وعليات العربي ، واهزوم ابراهيم ، و زبايري ومحمد اسفار وكلهم ضابطو الايقاع

 مرت الأعوام وتألقت الفرقة الموسيقية بادائها لأغاني مستوحاة من التراث الأمازيغي ، وتأثر حسن العاتي خلال مسيرته بالعديد من المراحل كان أولها وفاة والده نهاية السبعينيات وهو مأثر في نفسيته كثيرا لتعلقه الكبير به، وكذلك التحاقه بفرقة أعرابن المزار التي كانت مدرسة حقيقية في التمثيل والرقص والغناء وكل ذلك بطريقة ارتجالية مكنته من صقل موهبته ، وتأثر كثيرا بالجو العام الذي كان يحيط بدوار المزار ، وهي البلدة الهادئة التي يسودها الهدوء حتى أنك في بعض الاحيان تسمع حفيف أشجار الغابة المجاروة على بعد كلمترات ، وربما يقطع صوت الهدوء أهازيج يرددها الفلاحون في حقولهم التي تنبث بالاساس “النعناع ” وهو أحد أجود المنتوجات التي تنبثها هذه الارض الطيبة التي ذكرها المختار السوسي في كتابه “المعسول ” لكونه كان يضم مدرسة عتيقة تخرج منها علماء أفداد منهم دكاترة في الشريعة والعلوم الشرعية والقانونية واللغات ومحامون .

تنقل حسن العاتي بين قصبات وساحات المزار المعروفة باسم “إسوياس”منها  اكدال أسوس، سيدي علي بن الناصر ، ساحة المسجد ، قصبة ايت مبارك والخزانت وغيرها من الساحات بالمنطقة بما فيها الجرف وتراست والدشيرة وتيكيون والتمسية وأزرو والخمايس وسيدي بيبي وتكاض ، واستطاع أن يحدث طريقة في العزف تجمع بين حبه لموروث شيخه الرايس سعيد اشتوك رحمه الله ، والايقاع الحديث الذي بدأ بدخول آلة القيتارة الكهربائية GUITAR ELECTRIQUE وخاصة وأن أخوه عبد الله تفنن في العزف عليها بأنامله الذهبية، وهما المستجدين اللذين جعلا المجموعة تغير اسمها وتختار اسم “ايت العاتي” التي أصبحت تتكون من ثلاثة اخوة هم على التوالي حسن وعبد الله والحسين العاتي ، بالاضافة الى الحسن بن علي العاتي وأسفار ابراهيم والحبيب حميدة ،    وشاركت في العديد من السهرات ، وانتجت أول شريط غنائي سنة 1984 ، تلاها شريط آخر سنة 1988 وكان آخرها سنة 2006 واليوم في رصيدها 15 شريطا غنائيا ، وعرفت تغييرا في بعض الاعضاء بحيث دخل كل من ألْغزنا وحسن حميدة .

وساهمت مجموعة حسن العاتي في احياء عدد من السهرات الفنية بمهرجانات الجهة ، مرورا بإيمي نتانوت وتارودانت وتزنيت وتيمثار ومهجران الروايس بالدشيرة ومهرجانات انزكان ، وكان آخر ظهور لحسن العاتي في مهرجان تيكري بالجماعة القروية أكلو باقليم تزينت يوم 11 دجنبر من سنة 2016

ويبقى المثير في قصة العاتي حسن أن هذا الشخص وهب حياته للفن ، بحيث لم يمتهن أية حرفة وترك الدراسة بالرغم من حصوله على شهادة الباكالوريا ، وتفرغ لاغناء ريبرطوار هذا الفن الذي يبدو أنه يتنكر لابنائه الذين يسقطون كاوراق الخريف ، فالدولة حسمت الامر وأسندت الأمر لوزارة الثقافة وهذه الأخيرة بدورها تملصت من دورها في الحاق الفنانين الامازيغ وخاصة المجموعات الموسيقية بدائرة الدعم المادي ، والمحضوضون هم فقط من يقطن بمحور الرباط البيضاء ، والدليل أن البطاقة المهنية للفنان لايتوفر عليها سوى رئيس المجموعة ، والرسالة موجهة الساعة قبل اليوم ،بضرورة تخصيص مقاربة أخرى تضمن لهذه الفئة حياة كريمة ، في مغرب التنوع والتعدد الثقافي ، فالجماعات المحلية معنية كما هو الامر بالمجالس الاقليمية والجهوية ، ومنظمو المهرجانات الذين يغرفون من “مرميطة” الاشهار والدعم العمومي يستوجب عليهم البحث عن طرق جديدة لمساعدة هذه الفئة التي تجاوز أغلبها الخمسين من العمر ، وعوض أن يستقدموهم لأداء وصلة غنائية والاكتفاء بشهادة تقديرية ومبلغ مالي يقتسمون نصفه مع الوسطاء للوصول الى المنصات ، كان بالاحرى التفكير في منحهم مايقيهم شر التسول والبحث عن منفد لكل ضائقة مالية تحل بهم وخاصة لحظة مرضهم

إعداد :سعيد مكراز

تعليقات الزوّار (0)