سولوك الناس أحمد بلقاضي يترأس فريق إعداد المخطط التنموي لعمالة أكادير إداوتنان والعدوي تنوه باختيار المجلس الإقليمي لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر شريكا لبلورة برنامج التنمية للعمالة
خلال جلسة يوم 25 غشت الجاري التي خصصت للإعلان الرسمي عن انطلاق بلورة برنامج تنمية عمالة أكادير وإداوتنان قدم أحمد بلقاضي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر، عرضا تطرق فيه إلى بعض المؤشرات الإحصائية والسوسيو المجالية حول عمالة أكادير إداوتنان، ومرجعيات برنامج التنمية لعمالة أكادير إداوتنان، ومنهجية ومراحل إنجاز البرنامج وخصوصياته، فضلا عن تقديم فريق العمل المكلف بإنجاز البرنامج.
وتطرق بلقاضي، في بداية عرضه، إلى انتقال سكان العمالة من 487 954 سنة 2004 إلى 600 599 في 2014، مع تسجيل هيمنة الساكنة الحضرية ب 155 508 نسمة مقابل 444 92 نسمة فقط بالعالم القروي (18,2%)، وهي ساكنة موزعة على 13 جماعة ترابية، منها جماعة ترابية حضرية واحدة مع تفاوتات مجالية واجتماعية واضحة بين مختلف المجالات الترابية وبين الساحل والداخل، كما أكد ذ. بلقاضي من خلال عرضه على التراجع الملموس للساكنة القروية من 102 ألف إلى 92 ألف نسمة ما بين 2004 و 2014. لذلك يرى المحاضر ضرورة بلورة برنامج التنمية للعمالة في أفق الحد من هذه الظاهرة المتعلقة عبر فهم أسباب التراجع العام لسكان الجماعات الترابية القروية بين 2004 و 2014 بنسبة بلغت حوالي 10 % في 11 جماعة من بين 12 جماعة المشكلة للعمالة، مما يطرح عدة تساؤلات حول أسباب هذه الوضعية، وفق بلقاضي، رغم وجود بعض الإكراهات الجلية من بينها صعوبة الإطار الجغرافي المتمثل في منطقة جبلية، توالي السنوات الجافة، قلة الموارد الطبيعية غير شجر الأركان، هذا إلى جانب القرب من أكادير الكبير وسهل سوس و هو ما يوفره من فرص شغل أهم.
وأشار بلقاضي للمرجعيات الثلاثة التي تؤطر برنامج التنمية لعمالة أكادير إداوتنان، انطلاقا من المقتضيات المنصوص عليها في المادة 80 من القانون التنظيمي رقم 112.14 المتعلق بالعمالات والأقاليم، الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.84 بتاريخ ( 20 رمضان 1436 موافق ل 7 يوليوز 2015، مرورا بمقتضيات المرسوم رقم 2.16.300 الصادر في 23 رمضان 1437 موافق 29 يونيو 2016) الخاص بتحديد مسطرة إعداد برنامج تنمية العمالة أو الإقليم وتتبعه وتحيينه وتقييمه وآليات الحوار والتشاور لإعداده، وانتهاء بقرار مجلس عمالة اكادير اداوتنان وتوجهه نحو جعل التخطيط الاستراتيجي أداة لتأطير التنمية الترابية عن طريق نهج مقاربة تشاركية مندمجة من أجل وضع برنامج للتنمية للعمالة.
وسطر بلقاضي 6 سنوات كأمد زمني للبرنامج الذي يراعي الأولويات التنموية للإقليم، ومواكبة سياسات واستراتيجيات الدولة، وتوفير التجهيزات والخدمات الأساسية والتنمية الاجتماعية في الوسط القروي ومحاربة الإقصاء والهشاشة، الإنسجام والتلقائية مع توجهات برنامج التنمية الجهوي، والبعد البيئي من خلال تحقيق التنمية المستدامة، واعتماد الإمكانيات المادية المتوفرة بالإقليم أو توفير التي يمكن تعبئتها، والعمل على تنفيذ مختلف الإلتزامات بين الإقليم والجماعات الترابية والمقاولات العمومية والقطاعات الإقتصادية والإجتماعية الإقليمية.
وفيما يخص منهجية إنجاز برنامج التنمية، تطرق نفس المصدر إلى اعتمادها على المنهجية التشاركية المتعارف عليها، وتطبيق ما أوصى به المرسوم رقم 2.16.300 ( الصادر في 23 رمضان 1437) موافق 29 يونيو 2016 الخاص بتحديد مسطرة إعداد برنامج تنمية العمالة أو الإقليم وتتبعه وتحيينه وتقييمه وآليات الحوار والتشاور لإعداده.
وأبرز بلقاضي خصوصيات البرنامج المقترح بكونه برنامجا من صنف الجيل الثاني طبقا للمستجدات القانونية، وفرصة لمعالجة قضايا آنية في الميدان الاجتماعي من خلال تحسين البنية الطرقية بالإقليم، وتعميم التزود بالماء والربط بشبكة الكهرباء، ودعم التمدرس والصحة، فضلا عن الحد من الهشاشة والفقر والتباينات السوسيو مجالية.
ولم يفت بلقاضي، في نهاية عرضه، أن يقدم فريق العمل المكلف بإنجاز المخطط، والذي يتميز بتجربة طويلة لأعضائه في إعداد الدراسات ومخططات التنمية على عدة مستويات: محلية، جهوية، وطنية …، فضلا عن تنوع مشارب تخصصاته وكفاءاته في مجالات الجغرافيا، علم الإجتماع، الإقتصاد، الهندسة القروية، إلى جانب تجربتهم وخبرتهم في العمل الجمعوي ومقاربة النوع.
يشار أن والي الجهة قد هنأت المجلس الإقليمي على اختياره لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر شريكا لبلورة المخطط التنموي للعمالة، واصفة دورها كعمود فقري وشريك أساسي ومصنع للأفكار، مما يؤهلها، وفق العدوي، لبلورة مخطط في المستوى من خلال أطرها، ونوهت، خلال تعقيب لها بعد نهاية عرض العميد أحمد بلقاضي منسق الفريق المكلف بإنجاز برنامج تنمية العمالة، بالكفاءات العلمية والتجربة التي يتمتع بها فريق العمل، مما يؤهلهم لفهم مجموعة من حاجيات الوسط المدروس وخاصة القروي منه.
الحسين شارا