“مولاي مسعود أكوزال” .. هذه قصة ثري عصامي سوسي انطلق من الصفر إلى القمة – أكادير انفو – Agadir info

“مولاي مسعود أكوزال” .. هذه قصة ثري عصامي سوسي انطلق من الصفر إلى القمة

7 أكتوبر 2019
بقلم: أكادير أنفو
0 تعليق

في سوس، يعرف الصغار والكبار مولاي مسعود أكوزال، يعرفونه باسمه الشخصي “مولاي مسعود”، دون لقبه، حتى وإن لم يروْه قَطّ. سُمعته مردّها إلى النجاح الباهر الذي حالفه في عالم المال والأعمال، حيث يُعد واحدا من كبار أثرياء المغرب، لكنّ الذي يميّزه هو أنّه انطلق من نقطة الصفر ووصل إلى القمّة مدفوعا بعصاميته المستمدّة لصلابتها من جبال الأطلس بإدا وكنيضيف، حيث يتحدّر الثري السوسي الذي ترجّل من قطار الحياة يوم السبت الماضي، مخلفا وراءه حكاية تستحق أن تُروى.

وُلد مولاي مسعود أكوزال في دوار صغير يُدعى إفولوسن، وتعني بالأمازيغية “الدِّيَكة”، في بلدة إدا وكنيضيف، وكغيره من أبناء سوس اضطر إلى مغادرة بلدته بحثا عن عمل، فكانت الوجهة مكناس، وهناك كان المُستقرّ، حيث مارس التجارة ثم دخل عالم المال والأعمال من أوسع أبوابه.

ذاق مولاي مسعود أكوزال مرارة اليُتم منذ نعومة أظافره؛ إذ توفي والده وهو لم يتخطّ بعد عتبة السنة السادسة من عمره، ولما بلغ من العمر اثني عشر عاما، هاجر إلى مدينة مكناس، ولم يمنعه يُتمه من أن يشقّ طريقه بثبات ونجاح، وبَنى مجْده لبنة فوق أخرى، سائرا على خُطى والده الذي كان يمارس التجارة، حتى ارتقى إلى مصاف أثرى أثرياء المملكة.

في سيرته الذاتية المعنونة بـ”مولاي مسعود أكوزال رجل من أعلام الجهادين”، التي ألّفها محمد نبرز، يروي مولاي مسعود أنه غادر بلدة إداوكنيضيف، في أوّل سفر له خارج بلدته، يوم 6 نونبر 1946، على متن حافلة تسير بالفحم، استغرقت في قطع المسافة بين أكادير والدار البيضاء يومين كاملين، وكان المغرب حينها يرزح تحت الاستعمار.

مولاي مسعود أكوزال لم يكن رجل مال وأعمال فقط، بل كان أيضا من مقاومي الاستعمار، حيث ساهم في التحضير للمسيرة الخضراء، كما وفّر المؤونة للمشاركين فيها، حيث تم تزوديهم بالتمور عبر ثماني شاحنات كبيرة وسبْع صغيرة بلغت كمّيات التمور التي نقلتها من الريصاني والنواحي إلى طرفاية زهاء 350 ألف طن، وفق إفادة مسؤول بأحد معامل مولاي مسعود، أدلى بها لبرنامج “ملحمة أمة” على القناة الثانية.

وبالرغم من أنه بلغ مراتب عليا في عالم المال والأعمال، وأصبح من أثرياء المغرب المشهورين، فإنّ مولاي مسعود أكوزال ظلّ محافظا على العلاقة القوية التي تربطه ببلدة إدا وكنيضيف، التي قضّى فيها جزءا من طفولته، حيث يُنظِّم بها موسما سنويا يحمل اسمه، يشرف على أدقّ تفاصيله من أوّلها إلى آخرها.

وكأن التاريخي يريد أن يسجّل تعلّق مولاي مسعود ببلدته، فقد وافاه الأجل قبل ثلاثة أيام فقط من انطلاق فعاليات “موسم مولاي مسعود” الذي يقام في الأسبوع الثاني من أكتوبر من كل سنة، وينطلق هذا العام يوم الأربعاء ويستمر إلى يوم الجمعة، حيث يُرفع دعاء الختم الذي به يُسدل الستار على الموسم.

محمد الراجي هسبريس

تعليقات الزوّار (0)