أكادير … هذه حكاية ” سعيد ” المختل العقلي الذي يتجول حرا طليقا بورش إصلاح وبناء السفن بميناء أكادير و إهماله يثير إستياء المهنيين – أكادير انفو – Agadir info

 أكادير … هذه حكاية ” سعيد ” المختل العقلي الذي يتجول حرا طليقا بورش إصلاح وبناء السفن بميناء أكادير و إهماله يثير إستياء المهنيين

11 يوليو 2017
بقلم:
0 تعليق

أثار عدد من مهنيي الصيد البحري  بميناء أكادير حالة التذمر الشديد من اللامبالاة التي طالت أحد المتشردين المصاب بالإختلال العقلي، والذي يتجول بكل حرية في ورش إصلاح و بناء السفن بالميناء، و يتخده ملجأ له ليل نهار .

و أثار انتباه الحرفيين و العاملين بورش إصلاح و بناء السفن بميناء المدينة تواجد مختل عقلي يتجول بين أرجاء الورش ، بل و يعيش فيه مقتاتا على البقايا، بلباس شبه عاري و وضع يغيب فيه التكفل و الرعاية.  وذلك دون أن يحظى باهتمام المصالح المعنية لإجلائه نحو مراكز العلاجات المختصة للأمراض العقلية ، باعتبار أن المرض العقلي لا يختلف في شيء عن سائر الأمراض، بل هو أشدّها حاجة للعناية والرعاية، لكون الداء يصيب عضواً حيوياً في جسم الإنسان.

و حسب مصادر مهنية مطلعة، فالمتشرد الذي يعيش في ورش الميناء، كان بحارا في وقت سابق، واسمه الحقيقي هو (سعيد.ع). وينحدر من دوار اداو كازو في نواحي أكادير. قد يكون تعرض لصدمة نفسية ترجح مصادر مهنية ، جعلته يفقد توازنه النفسي، وينزح إلى ورش ميناء أكادير.  ويجهل حتى الآن الأسباب الكامنة وراء حالته الراهنة، و تدهور وضعيته العقلية و الصحية. كما  يجهل أيضا حالته العائلية. دأب على التجوال في الورش بين المراكب التي تخضع للإصلاح ، و التي هي في إطار البناء بكل حرية حتى صار معروفا من العاملين و البحارة في الورش. يمده الجميع بأعقاب السجائر و ما يسد به رمقه من حين إلى أخر. فهو مسالم ولا يعتدي على أحد . فسعيد ينام فوق ( الكارطون ) في حالة مزرية ، متخذا جانب من الورش مأوى له.

    وقد عبّر العديد من البحارة ، عن تأسفهم الشديد من الوضعية المزرية التي يعيشها هذا البحار المتشرد وسط الورش، بسبب إهمال السلطات والمجتمع المدني، في وضعية صعبة دون مأوى. و قد بادر البحارة المتعاطفين في قناعة منهم بضرورة إحياء الجانب الإنساني تجاه حالة البحار المعني، وفي التفاتة إنسانية إلى تنظيفه ومده ببعض الملابس  لستر عورته، وبعض الأكل يكفيه حالات الجوع .  لكن الأمور لم تتغير للأحسن بعد ان وجده نفس البحارة في اليوم الموالي نصف عاري. يجول في الورش حافي القدمين ، ويقتات على البقايا. وهو  ما يفيد أن الأمر يتطلب عملا تشاركيا ، تنخرط فيه السلطات المينائية لأكادير بالدرجة الأولى، للاعتناء بالبحار المتشرد في ظل وجود دار البحار، التي تكفل الاهتمام و العناية و الرعاية للبحارة .

  و للإشارة فقط  فإن المُصاب بخلل عقلي يجب أن يكون مكانه في المستشفى أو في المراكز الاجتماعية المتخصصة، وليس في ورش إصلاح و بناء السفن.  لأن لهذا البحار حقوقاً لا ينبغي المساس بها.  ومن ذلك الأخذ بيده والاعتناء به، خاصة من الجانب المعنوي، باعتبار أن هناك حالات من الإصابة بالخلل العقلي، يمكن علاجها لأن منشأها هو مجرد الإهمال ونقص في الرعاية الأسرية والاجتماعية.

 عبد الجليل إدخيرات البحر نيوز

تعليقات الزوّار (0)